تابعوني في Twitter

السبت، 12 أكتوبر 2013

ثرت أخيراً...

ولدت .. لا حول لي ولا قوة ، وكملايين البشر تم تلقيني كل شيء .. ورثتُ العادات والتقاليد والدين .. كنت أصغرَ من أن أختار بنفسي..
 أسرتي كانت سلفية متشددة؛ كان والدي منضوٍ تحت راية أشد الإسلاميين تشدداً ! حفظت القرآن صبياً. والديَّ حرصا كثيراً على تلقيننا ـ أنا وأخوتي ـ (علوم الدين) .. ضاعت الطفولة تقريباً بين حفظ وعبادة وأذكار .. كنت شديد الخوف من (الله) .. رجوت دائماً أن أكون من أهل (الجنة) لا من أهل (النار).
كبرتُ وثقل همي كل يوم .. حين كان عمري 14 عاماً بدأتُ رحلتي ـ مستقلاً عن والدي ـ في البحث عن (الفرقة الناجية) وانتقلت من جماعة إلى أخرى .. تحدث يومياً انشطارات داخل الجماعات الإسلامية ..مرت سنوات أخرى قاسية.. كان حلم الدولة الإسلامية لا يفارقني أبداً ..
حين كان لي من العمر 19 سنةً انتميت إلى (الدعوة السلفية) انبهرت برموزها في الإسكندرية ولازمتهم .. كان الشيخ الطبيب ياسر برهامي في هذا الوقت أحب الناس إليَّ على الإطلاق ! ظننت أنه الرجل الذي سيقيم الخلافة ويغير العالم!!
لم أفق إلا بعد 9 سنوات .. في منتصف عام 2010  كانت ولادتي الحقيقية.
الشيء الذي ظللت طيلة عمري أخشاه حدث وكنت ـ ويا للمفارقة ! ـ سعيد جداً به .. هذا الشيء هو مجرد الشك في الله !
من أجل هذا الشك حججت 6 مرات ماشياً على قدَمَيَّ متوسلا ًلله بعملي أن يحفظ علي إيماني ..
خوفاً من هذا الشك اعتمرت عشرات المرات وقمت الليالي أصلي (لله).  لم يكن على لساني سوى دعاء واحد مكرور : "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
قراءة (القرآن) ليل نهار .. حضور (دروس العلم) .. مطالعة كتب (السلف) لم يجدي شيء من ذلك نفعاً .. كان لدي شعور دفين بعبثية كل ما أقوم به..
أخيراً وبعد تجربة مؤلمة طويلة مع الدين من الطفولة حتى عامي الـ27 أفقت فجأة وحين استعرتُ عقل ملحد لمدة قصيرة ومن ثم سمحت للأسئلة التي يخشى الإجابة عليها كل مؤمن أن تعبر إلى عقلي ومعها الحقائق انهمرت دفعة واحدة؛ و لم تعد لدي ذرة شك واحدة في أن الله مجرد وهم .. وهم تشاركه معظم الناس حقباً طويلة من الزمن ..
حينها لم أجد بداً من الثورة على هذا الوهم الذي سرق أجمل لحظات العمر .. وقررت تكريس حياتي كلها للعمل على مكافحة هذا المرض بالتعاون مع أصدقائي الرائعون الذين مروا بتجارب شبيهة وتخلصوا من الدين.
هذا المرض الذي لا زال الملايين يسمونه إلى الآن ديناً .. الدين ليس سوى وهم
سأحاول في هذه المدونة أن أنقل تجربتي مع الدين .. 
وتجربتي في التخلص من الوهم بلا رجعة ..

هناك تعليقان (2):

  1. انت رائع يا احمد ...احيي فيك شجاعتك و صدقك مع نفسك و ذكائك. انا ايضا ملحد من خلفيه اسﻻميه ولكن تجربتي كانت اسهل بكثير مقارنه بتجربتك. اتمني لك كل خير و توفيق وان تحفظك السﻻمه.

    ردحذف
  2. رائع يا احمد تجربتي انا مره جدا لانها كانت دمويه .تسببت فيها بموت الكثير وافقت وانا ابن الخمسين .ورفعت الرايه ضد الاسلام عندها ولكن تانيب الاسى والحسره يتابعني لما مضى من عمري ﻫﺒﺎء

    ردحذف