تابعوني في Twitter

السبت، 12 أكتوبر 2013

نار الله

لاشك أنهم مرضى يحتاجون إلى العلاج، وعلاجهم الوحيد في استعمال العقل، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فعقولهم تتوقف عند منطقة معينة تعد محرمة عليها. وعندما نكون مهتمين بأمر واحد من هؤلاء المساكين فأعتقد أن أول ما ينبغي عمله محاولة إقناعه بأن عقله ليس طليقاً، وأنه يجب أولاً أن يفك قيده.
وترجع القصة إلى زمن الطفولة فإذا مثلاً نشأنا في المجتمعات التي تنتشر فيها الديانة الإبراهيمة (اليهودية، المسيحية، الإسلام) فلسوف يقومون حين تبدأ أزهار عقولنا في التفتح بحشوها بالأفكار عن الإله الذي أوجدنا ومنحنا كل شيء، ولا ينفك يراقب كل تصرفاتنا، حتى نراه حقيقة يتفق عليها الأهل، والأساتذة، ورجال الدين، والأصدقاء، وجميع الشخصيات الوالدية في حياتنا، بل ولا سبيل للشك فيها مطلقاً. ويتم قمع أي تساؤل من نوع: من خلق الله؟ لماذا يحرق الناس بالنار؟! لماذا لا نراه؟ ... إلى آخر تساؤلات الطفولة البريئة هذه، وتأتي الإجابة دائماً حاسمة وغير قابلة للنقاش: فالتفكير في خلق الله من عمل الشيطان الذي حسد الإنسان وكرهه منذ القدم، ويقضي وقته كله في (الوسوسة) إليه عن طريق الأفكار التي يسربها إلى عقله ليكفر في النهاية ويدخل النار إلى الأبد.


والمجال الذي تشمله أفكار (الوسوسة) واسع جداً، وكمؤمن سيزيد اعتقادك بأنك تتعرض للوسوسة كلما اقتربت من التفكير في جذور الإعتقادات الدينية ومصدرها، وحينها يلزمك أن تكف عن تلقي الوساوس الشيطانية، أي عن التفكير الذي قد يرديك ويهوي بك في النار.
 ويتم ترسيخ مفاهيم عن الله مثل أنه يعلم ما لا نعلم، رقيب حتى على الأفكار، قوي جبار يبطش بأعداءه، بالإضافة إلى مئات القصص عن القديسيين والصالحين الذين قرَّح أجفانهم البكاء من خشية الله، أو العصاة الأشرار والكفار الذين سوف يتاح للمؤمنين في الجنة رؤيتهم وهم في جهنم ينضجون وتتجدد أجسامهم مرة أخرى وهكذا إلى الأبد، وكأن هذا لا يكفي وحده للإرهاب لذلك شحنت الكتب المقدسة بالحديث عن رائحة الكبريت المحترق، والصراخ الأبدي، والعقارب والحيات، والصديد، والقيح، والماء المغلي الذي يقطع الأمعاء! وما إلى ذلك مما أسعف به الخيالُ مطوري هذا الهذيان عبر العصور.
وتستخدم جهنم المرعبة كسلاح في يد الكبار الذين يريدون إملاء عقائدهم الخاصة على أطفالهم دون أن تكون عقولهم الصغيرة قادرة على فهم ما يقال وتحليله تحليلاً سليماً، ويجعلهم الترويع يكبرون وهم أسرى هذه الفكرة المروعة، وقد رتبوا صنوفاً متنوعة من العذاب على أفعال بعينها قسم منها كبير يدور حول الجنس والمرأة، وينسب إلى محمد كما في البخاري ومسلم أنه قال : "اطلعت في النار فوجدت أكثر أهلها النساء". ولسوف يقوم هؤلاء الذين كانوا أطفالاً بالأمس بتكرار جريمة تلقين الخرافة بإخلاص مع أطفالهم أيضاً، ويقوم رجال الدين بدور كبير بلا شك في كل هذا أو قد يستثمرون فيه.

وقد استنتجت من تجربتي الشخصية أن غرس الخوف من النار باكراً في بدايات العمر يترسخ في العقل ترسخاً يكاد يستحيل التخلص منه؛ وأتذكر أنني أيام مراهقتي كنت أجد  الخوف العميق من النار يطفو على السطح كلما لاحت لي أي من التساؤلات المنطقية عن الله، أو الرسل، أو آيات وأحاديث بعينها، فيقضي عليها في مهدها. ولقد استمر هذا النزاع الداخلي إلى أن حُسم تماماً عندما اقترب عمري من  الثلاثين، عندما كففت عن الإعتقاد في الله بعدما سمحت لنفسي فجأةً أن أستعير عقل ملحد لدقائق فقط! واستغرقت أياماً أفكر، واستغرقني الذهول حتى أنني في صلاتي وقتئذٍ أقف لا أجرؤ على قراءة الفاتحة وغيرها من أذكار الصلاة لرفض العقل محتواها، فكنت أقوم بالحركات ذاهلاً عما سواها، بعدها امتلكت عقل ملحد واثق، ومع الأسف فإن التغيير الذي يحدث في العقل يكون سطحياً فالخوف من جهنم لا يزال موجوداً في مكان ما من من العقل، والأمر قد يحتاج إلى المعالجة النفسية.
هناك حقائق تغري بإعمال العقل، فالولادة لأبوين على دين ما تُدخل إليه الملايين من المؤمنين، بينما لا تُدخل الوسائل الأخرى كالدعاية الدينية أو الإكراه عدداً يذكر، برغم كل الجهود والأموال التي تنفق في سبيل ذلك، مما يعني أن الأديان لا بقاء لها إذا تم إيقاف مجزرة فرضها على الأطفال.
يجب علينا إذاً كسر هذه الحلقة اللعينة، ووقف وصم الأطفال بهذه الأديان الباطلة كلها، لايجب أن يقول عاقل عن طفل إنه مسلم، مسيحي، يهودي، بوذي، هندوسي، مثلما لا يقولن عاقل عن طفل إنه اشتراكي أو ليبرالي.
وأخيراً يجب أن نتأكد أننا لو علمنا الأطفال أن يبصقوا على نار الله، فلسوف يطفؤونها إلى الأبد.

هناك تعليقان (2):

  1. برنس ودماغك عاليةوخصوصا ديه
    يترسخ في العقل ترسخاً يكاد يستحيل التخلص منه

    ردحذف
  2. خهه صدقني يا احمد انا ننذ ان كنت صغيرا لن احد فكرة النار منطقية .. انا الان في السابعة عشر من عمري و اشفق على اهلي و من حولي من المؤمنين.. للاسف لا احد يعرف عن الاسلام شيء.. فعلا هذا سؤال منطقي لماذا يعذبنا الله عذاب ابدي ... حتى الدجال عدنان ابراهيم اصبح يجمل الاسلام من خلال تحريف القران لانه يعلم ان لا شيء منطقي فيه !!! لا اعلم من يموله و لكن بالتاكيد هناك من يموله لتجميل صورة الاسلام

    ردحذف