تابعوني في Twitter

السبت، 12 أكتوبر 2013

النبي يراوغ

إن من أشد ما كان يحرج محمد (النبي) مطالبة قومه إياه بأن ياتي لهم بآية تميزه عن من سواه من البشر وتثبت أنه مبعوث من (الله) غيرُ كاذبٍ ولا مدعي ولا مهووس .بل إنهم أقسموا له مراراً وتكراراً بكل ما عرفوه من أيمان عزيزة أنهم سوف يؤمنون به لو أتاهم بآية، كيف لا وقد صدع رؤوسهم بذكر الآيات والمعجزات التي أتى بها (الأنبياء) من قبله؟! ـ كما يعلم كل من قرأ القرآن ـ وكانوا معه واضحين كل الوضوح فكيف واجه هذا الطلب المحرج ؟  الإجابة نعرفها من خلال (القرآن) ذاته فقد سلك محمدٌ عدة مسالك ولكنها  بدت ضعيفة ومتناقضة كما سنرى:

1- الزعم بأنه لو أتاهم بآية فسوف يستمرون في التكذيب وسيتحتم على (الله) تغليظ العقوبة عليهم :

(قل إني على بينةٍ من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين * قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين) الأنعام:57 - 58
لا أملك تقديم آيات، ولو جاءتكم الآيات سينتهي الأمر، ستقوم القيامة وتدخلوا النار؛ إذ لا بد من الإيمان قبل رؤية أي آيات!!

(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل أنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون) الأنعام:109

بالرغم من إقسامكم بالتصديق برسالتي لو جئتكم بآية، الله وحده يملك إرسال الآيات ومن يضمن لي بعد أن تأتيكم سوف تصدقونني؟!

(هل ينتظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعضُ أيات ربك يوم يأت بعضُ آيات ربك لا ينفعُ نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا إنا منتظرون) الأنعام:158
الإيمان هنا  تحصيل حاصل .. حسب هذه الآية وأمثالها لا بد من الإيمان كي يكون مقبولاً أن يكون قبل رؤية الآيات ! لماذا؟!

2- الادعاءُ بأن الذي مَنعَ (الله) من إتحافهم وإخراسهم بهذه الآيات المعجزة تجربته السابقة مع الأمم السابقة :

(وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرةً فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) الإسراء:59
بعد تجربته المريرة مع الأمم السابقة (الله) امتنع عن إرسال آيات.. كفى!

3- الزعم بأن (القرآن) وحده آية كافية وأنه حجة مقنعة وأنه معجزة باهرة لا يمكن تحديها :

(وقالوا لولا أنزل عليه آيةٌ من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذيرٌ مبين * أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقومٍ يؤمنون) العنكبوت:51

بالرغم من أن الحكم على القرآن أمرٌ نسبي إلا أنه يصر على أنه كافٍ جداً للتأكد من أنه ليس من عنده بل من عند الله ..

(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) الإسراء:88

وهذا تحدٍ لا معنى له يكشف مدى الاغترار بالقرآن واعتباره معجز في حد ذاته ..

4- الزعم بأنه حتى لو جاءهم بآية فسوف لن يفهموها :

( ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاسٍ فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبين * وقالوا لولا نزل عليه ملكٌ ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون * و لو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً وللبسنا عليهم ما يلبسون) الأنعام:7-9 
ا
لمشكلة داماً في هؤلاء الناس، وليست في محمد.

(ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قومٌ مسحورون) الحجر :14-15

هكذا افترض في القوم الإصرار على عدم الإيمان ولو فعل لهم الأعاجيب، هلا فعلت بعضاً منها لنتأكد بأنفسنا ؟ !

6- الاكتفاء بالرد بأن الله قادر أن ينزل آية وإلقاء اللوم عليهم وتجهيلهم :



(وقالوا لولا نزل عليه آيةٌ من ربه قل إن الله قادرٌعلى أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون) الأنعام:37

إذن هو قادر على أن ينزل الآيات، لكن المشكلة أنهم لا يعلمون !


7-مطالبتهم بانتظار الآيات من الله ربما يأتيهم بآية وقد لا يفعل لأن ذلك في علم الغيب :


(ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين) يونس:20

انتظر أنت لوحدك سيدي، في الواقع وقتنا ثمين .

8- ادعاء معجزات لا يمكنهم التحقق من صحة وقوعها أبداً :

(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) الإسراء:1

هكذا ببساطة ! 

(علمه شديد القوى * ذو مرةٍ فاستوى * وهو بالأفق الأعلى * ثم دنى فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى* أفتمارونه على ما يرى * ولقد رءاهُ نزلةً أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى* ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى) النجم:1-18

لقدر رأى وحده من آيات ربه الكبرى ، ونحن يجب أن نمشي وراءه "عمياني" كما نقول في مصر.

لكن القرشيين كانوا يريدون أن يروا هم هذه الآيات الكبرى ، لأنهم هم الذين يحتاجونها.

(اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) القمر:1

مع أنه زعم أن الله امتنع عن إرسال الآيات بسبب تكذيب الأولين ..لكن يبدو أنه عاد في كلامه!

9- محاولة توظيف الظواهر الطبيعية باعتبارها آيات :

(هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينشأ السحاب الثقال * ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال) الرعد:12-13

لعب على سذاجة القوم وقلة علمهم!!

10- الإلتجاء للمسكنة بتذكيرهم أنه مجرد إنسان عادي مثلهم ، مجرد رسول  :
(وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً * أو تكونَ لك جنةٌ من نخيلٍ وعنبٍ فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا * أو تسقط السماء كما زعمتَ علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً * أو يكون لك بيبتٌ من زخفٍ أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرأه قل سبحان ربي هل كنتُ إلا بشراً رسولاً) الإسراء:90-95

لست سوى إنسان بسيط ، لماذا تتحدوني ؟!!

هناك تعليق واحد:

  1. تحليل واستنتاج اكثر من رائع وكل هذه الافكار تعصف بي منذ صغري الى ان قررت ان اكون شجاعا واترك الهذا الدين

    ردحذف